الاقتصادي – خاص:
أيمن مكية
تعتبر دولة الإمارات من أكثر الدول العربية التى عملت على مساعدة مصر، وتقديم العون لها، لا سيما بعد الأحداث التى شهدتها عقب 30 يونيو 2013، حيث بدأت تنفذ مشروعات تنموية وخدمية فى مصر، لدفع بخطط التنمية الشاملة، وتحسين مستوى الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والمعيشية للمواطن المصرى، والتى يقدر حجمها بنحو 2.9 مليار دولار، لتتصدر قائمة الدول العربية التي أعلنت عن حزم استثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية فى مصر.
مستمرون بالاستثمار
رؤساء ومديرون تنفيذيون لشركات إماراتية عاملة في مصر أكدو، إن شركاتهم تعتزم متابعة تنفيذ خطط توسعية فى السوق المصرية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، رغم سخونة الأحداث السياسية التى تشهدها البلاد حالياً.
وقالوا: "إن الشركات الإماراتية العاملة فى السوق المصرية تبقى الأقل تأثراً بالأحداث الراهنة، نتيجة تنوع استثماراتها وقوة ملاءتها المالية"، موضحين أن معظم الاستثمارات الإماراتية فى مصر تابعة لشركات كبرى، تعمل في عدد آخر من الأسواق الخارجية، مثل شركات إعمار، واتصالات، ومجموعة الفطيم القابضة، وموانئ دبى العالمية ودانة غاز، وبنك أبوظبى الإسلامي، وبنك الاتحاد الوطنى".
مساعدات مالية
الإمارات كانت على رأس الدول العربية التى مدت يد العون للخروج بالاقتصاد المصرى من عثرته، وبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار في إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت 12 مليار دولار، ثم واصلت دعمها للاقتصاد المصرى بعد توقيع اتفاقية مساعدات خلال شهر أكتوبر الماضي بقيمة 4 مليارات وتسعمائة مليون دولار، وشملت منحة بقيمة مليار دولار، وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى.
حجم الاستثمارات
احتلت دولة الإمارات العربية المركز الثالث على خريطة الاستثمارات الدولية في مصر، وتقدر "وزارة الاستثمار" حجم الاستثمارات الإماراتية التراكمية في مصر خلال السنوات العشر الماضية بنحو 2 .4 مليارات دولار، وتمثل الاستثمارات الإماراتية في مصر نحو 1 .23% من جملة الاستثمارات العربية، ونحو 1 .10% من الاستثمارات الأجنبية.
ويبلغ عدد الشركات الإماراتية العاملة في مصر نحو 520 شركة، وتتوزع الاستثمارات على مجموعة من المجالات مثل العقارات والاستكشافات البترولية والسياحة والصناعات الكيماوية والغذائية والزراعة، مما يسهم في دعم الاقتصاد المصرى وتوفير فرص العمل.
أبرز المشاريع
تساهم المشروعات التنموية التى تقوم دولة الإمارات بتمويلها فى الدفع بخطط التنمية الشاملة، وتحسين مستوى الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والمعيشية للمواطن المصرى.
ويقدر حجم الحزمة المخصصة للمشاريع الإنمائية بنحو 2.9 مليار دولار، وذلك لتمويل مجموعة من المشروعات والخدمات التى تشمل مشروع الإسكان الاجتماعى، حيث سيتم بناء أكثر من خمسين ألف وحدة سكنية، وكذلك بناء صوامع لتخزين 1.5 مليون طن من القمح والحبوب، وبناء وحدات طب الأسرة فى مختلف المحافظات والمناطق، وخطين لإنتاج الأمصال واللقاحات بما يصل بالاكتفاء الذاتى لنسبة 80%، بالإضافة إلى تحقيق 100% من الاكتفاء الذاتى فى إنتاج الأنسولين.
ومن المشاريع أيضا استكمال شبكات الصرف الصحى فى 151 قرية، ومشروع إنشاء تأمين مزلقانات السكة الحديدية، ويتضمن إقامة 4 جسور والتحويل إلى النظام الآلى فى التحكم بالمزلقانات بدلاً من النظام اليدوى.
كما تبنى الإمارات 100 مدرسة جديدة فى 18 محافظة، وهناك العديد من المشاريع الأخرى والتى تشمل توفير 600 باص للمواصلات العامة فى محافظة القاهرة الكبرى، ويجرى العمل على قدم وساق فى هذه المشاريع والبعض منها سيتم إنجازه قريباً.
مشروعات الفطيم
الرئيس التنفيذى لشركة "ماجد الفطيم القابضة" إياد ملص قال: "إن السوق المصرية تزخر بالفرص الاستثمارية"، لافتاً إلى أن الشركة تواصل أنشطتها الاعتيادية فى السوق رغم الأحداث الراهنة.
وأضاف أن الشركة تعتزم تنفيذ مشروعات توسعية جديدة فى السوق المصرية، إيمانا منها بوجود فرص استثمارية واعدة فى السوق المصرية، لاسيما فى مجال التجزئة، نظرا لتوافر الطلب ونموه على نحو مطرد، موضحاً أن الشركة، ملتزمة بضخ استثمارات تقدر بنحو 10 مليارات جنيه في مشاريع جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، منوهاً إلى أن الأحداث الأخيرة لن تؤدي إلى تعطيل هذه الخطط أو تأجيلها.
ولفت ملص إلى أن المجموعة تسعى لإضافة 310 آلاف و800 متر مربع من المساحات المخصصة لتجارة التجزئة إلى أصولها الموجودة حاليا فى مصر، كما تعتزم إنشاء "مول مصر" على مساحة تبلغ 306 آلاف متر مربع.
وتعتزم المجموعة افتتاح نحو 32 متجرا جديدا لـ"كارفور" من فئتي "سوبر ماركت" و"هايبر ماركت" فى جميع أنحاء البلاد، مع التركيز في البداية على القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ، ومن ثم التوسع نحو الغردقة وطنطا والمنصورة.
وكشف ملص أن المجموعة تدرس إنشاء مول جديد فى مدينة نصر، جارى إعداد دراسة الجدوى الخاصة به، موضحاً أن "السوق المصرية هى الأكبر لنا من حيث الاستثمارات داخل منطقة الشرق الأوسط بعد الإمارات، وبالرغم من تراجع قيمة المبيعات فى 2013، فإننا على دراية أننا سنعوض ذلك خلال السنوات المقبلة، نحن نثق فى السوق المصرية، ولذلك لم ولن نتوقف عن ضخ الاستثمارات فيه".
نصيب إعمار وأرابتك
رئيس مجلس إدارة شركة "إعمار العقارية" محمد العبار قال: "إن الأحداث السياسية التي تشهدها مصر لن تؤثر على أعمال الشركة هناك"، موضحاً أن "إعمار" تواصل تنفيذ مشروعاتها في مصر وفق الجدول الزمني المحدد مسبقاً.
وأشار إلى أن السوق العقارية المصرية تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية في القطاع العقارى فى ظل توافر الطلب الحقيقى والزيادة المطردة في عدد السكان.
وأضاف أن استراتيجية الشركة تركز على تعقب الطلب فى أي مكان، مشيرا إلى استعداد الشركة لطرح مشروعات عقارية جديدة فى حال توافر طلب حقيقي.
وأشار العبار، إلى أن قيمة استثمارات "إعمار" بعد مرور 7 سنوات من العمل في مصر، وبناء على آخر تقييم للشركة تصل إلى 700%، منوهاً إلى أن مصر تتطلع لتحقيق معدلات نمو بين 5 و7%.
وأبرمت شركة "إعمار" في فبراير الماضى بروتوكولا مع وزارات "الدفاع"، و"الاستثمار"، و"الإدارة المحلية"، "و"محافظة القاهرة"، وشركة "النصر للإسكان والتعمير"، بهدف إقامة مشروع استثماري بتكلفة 4.2 مليارات درهم مايعادل 8 مليارات جنيه في القاهرة.
فى غضون ذلك، وقعت أرابتك" مذكرة تفاهم مع "وزارة الدفاع والإنتاج الحربى"، لتطوير وإنشاء أكبر مشروع من نوعه في المنطقة لإسكان ذوي الدخل المحدود في مختلف أنحاء مصر.
وتنص مذكرة التفاهم على تكليف "أرابتك" بتطوير وإنشاء مليون وحدة سكنية في 13 موقعاً في عدد من المحافظات في مصر، بتكلفه 280 مليار جنيه.
وتتولى "أرابتك"، مهمة تطوير المشروع على عدة مراحل تمتد إلى خمس سنوات، ويعتبر هذا الاتفاق بمثابة باكورة المشاريع التي تسعى الشركة لتنفيذها ضمن جهود "أرابتك القابضة" الرامية لتعزيز حضور شركاتها في مصر.
وتوقعت "أرابتك" أن تبدأ أعمال الإنشاء فى الربع الثالث من العام الجارى، على أن تسلم أولى الوحدات في مطلع 2017، وتكتمل جميعها قبل عام 2020.
ولموانئ دبي العالمية دور
النائب التنفيذي لشركة "موانئ دبي العالمية" إبراهيم الحمادي أعلن، أنّ الشركة تعتزم الدخول بقوة في مشاريع "محور قناة السويس"، التي من المنتظر أن تطرحها الحكومة عقب الانتهاء من مخططها خلال الفترة القادمة.
من جهته قال المدير التنفيذي للمجموعة بالشركة محمد شرف: "إن عمليات المناولة في ميناء عين السخنة، لم تتوقف منذ بداية الأحداث"، مبيناً أن الشركة قامت بضخ المزيد من الاستثمارات في الميناء في ذروة الأحداث السياسية، إيماناً منها بالفرص التي تزخر بها السوق المصرية على المديين المتوسط والبعيد.
وأكد استعداد الشركة لضخ المزيد من الاستثمارات في توسعة الحوض الثاني فى حال توافر الطلب، وعدم كفاية الطاقة الاستيعابية الحالية بالميناء.
والنفط لم يغب
الاستثمار النفطى الإماراتى كان حاضراً أيضاً فى مصر، والذى تمثل من خلال شركة "دانة غاز"، حيث سجلت فى مصر رقماً قياسياً فى معدّل حجم الإنتاج حيث بلغ 200 مليون قدم مكعب قياسى يومياً متضمناً 8 آلاف برميل من السوائل المصاحبة.
ورغم الأحداث التي تشهدها مصر حافظت الشركة على عمليتها فى منطقة دلتا النيل، ومصنع استخراج سوائل الغاز الطبيعي في حقل "رأس شقير".
وكانت شركة "دانة غاز" قد أعلنت في 30 يونيو الماضي عن اكتشاف جديد، وهو بئر "بيغونيا-1″، كما قامت بتقديم خطة لتطوير البئر الجديد إلى السلطات المعنية، وذلك ضمن طلب للحصول على ترخيص تنمية جديد، على أن يتم ربطها بخطوط تجميع وإنتاج الغاز القائمة عقب الحصول على الموافقات اللازمة.
وتعتبر "دانة غاز" إحدى أكثر الشركات العاملة فى مجال النفط والغاز نشاطاً، وتحتل المرتبة السادسة كأكبر شركة منتجة للغاز فى مصر.