الاقتصادي – منوعات:
شارلين دي كارفالهو هاينكن، كانت ربة منزل مقيمة في لندن، وأماً لخمسة أطفال، دون أي تعليم جامعيّ في مجال الأعمال، عندما ورثت السيطرة على شركة "هاينكن" (Heineken) وهي في الـ47 من عمرها، لكنّها قرّرت قبول التحدّي، وباتت اليوم الأثرى في هولندا، إذ قدّرت مجلة "فوربس" ثروتها مطلع 2016 بـ13.2 مليار دولار.
في يناير (كانون الثاني) 2002، توفّي والد شارلين، فريدي هاينكن، وهو رجل الأعمال الذي حوّل مصنع جعة هولندي متواضع إلى ثالث أكبر منتج للجعة في العالم.
وحتى وفاة والدها، لم تمتلك شارلين أي مالٍ باسمها، سوى حصة واحدة من أسهم "هاينكن" ، قيمتها آنذاك 32 دولاراً، وهبها إياها والدها. وبكونها الوريث الوحيد لثروة هاينكن، ورثت نحو 100 مليون حصة، أي ما يعادل ربع إجمالي أسهم الشركة الغير مسددة. وكان لدى شارلين عشرة أيام لتقرّر ما إذا أرادت أن ترث دور والدها في الشركة أم لا.
ولدت شارلين في يونيو (حزيران) 1954، ونشأت في المدينة الساحلية الهولندية، نوردفيك، وكانت هائلتها تمتلك بيوتاً للعطلات، بما في ذلك لودج تزلج في سانت موريتز بسويسرا. وعندما بلغت الـ17 من العمر، لم يسمح لها والدها بالسفر والسكن في الجامعة كونه وجدها حينها صغيرةً جداً على ذلك. لذا، التحقت بدورة سكرتارية في لاهاي، ثم درست القانون في "جامعة ليدن".
وعندما بلغت شارلين العشرين من عمرها، درست اللغة الفرنسية في جنيف بسويسرا، ودرست التصوير الفوتوغرافي في نيويورك بالولايات المتحدة. ثم عملت لدى وكالة إعلانات في لندن. كما تدرّبت لدى "هاينكن" في باريس. وعام 1983، تزوّجت شارلين ميشال راي في لندن، بعد أن التقته على منحدرات التزلج في سانت موريتز، ويعمل اليوم في مجال الصيرفة الاستثمارية، ويشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة بنك استثمار "سيتي جروب" (Citigroup) كما يرأس "بنك سيتي للخدمات الخاصة" لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.
وبعد عودتها من شهر العسل بيومين، تم اختطاف والد شارلين، فريدي، مع سائقه الخاص قرب مقر "هاينكن" وسط أمستردام. وبمساعدة الشرطة ومفاوضي رهائن، دفعت شارلين وأمها 20 مليون دولار للخاطفين كي يطلقوا سراح فريدي لكنهم لم يفعلوا. وفي إحدى الليالي، اقتحمت الشرطة مستودعاً شمال أمستردام وأطلقوا سراح فريدي وسائقه.
وإثر تلك المحنة، كانت شارلين سعيدة لتركها أمستردام واستقرارها في لندن مع زوجها، الذي كان يعمل حينها لدى "كريدي سويس". وأنجبت شارلين طفلها الأول، ألكسندر، عام 1984، ومع بلوغها الـ37 من العمر، كان لدى شارلين 5 أطفال تحت السابعة من العمر.
وبيّنت شارلين لمجلة "فورتشن"، أنها كانت تعتاش من راتب زوجها فقط، وتعيش حياة زوجة رجل يعمل في بنك، لا حياة ابنة رجال الأعمال المليونير، فريدي هاينكن.