الاقتصادي للأخبار

تجارة واستثمار

آخر مقالات تجارة واستثمار



رجل الأعمال الذي تعددت كاراته ولم تكثر باراته، كما يقول المثل، بل كثرت نجاحاته. عبد الرحمن العطّار بين صناعة التغليف والتعليب والصناعات الصيدلانية، الأعمال الفندقية، المشافي، الصناعات الزراعية الغذائية ومواد البناء إلى رئاسة غرفة التجارة الفتية الدولية إلى رئاسة الهلال الأحمر السوري.

العطّار يقول للاقتصاد والنقل: أستطيع القول إن إنتاجنا متنوّع في الوقت الحاضر، بينما في بداياتنا كنا نخشى من وضع "كل بيضنا في سلة واحدة" وبالطبع كان والدي يركّز على عدد أقل من الأنشطة.

 

نصيحة والده

بدأ العمل بالتجارة مع عائلته منذ الستينات مع العلم أن عائلتي عملت بالتجارة منذ عام 1922 على يد والدي الحاج مصطفى العطّار، والذي ضم إليه لاحقاً أخي عبد الغني العطّار المولود عام 1926 وأخي فارس (مواليد عام 1930) وأنا فيما بعد.

هذه الاستمرارية في عالم التجارة قدمت فرصاً كبيرة لشركتنا لتطوير أنشطتها، وأقولها باعتزاز وفخر إني ورثت عن أبي وعن أخي أشياء كثيرة حول أخلاقيات ومبادىء العمل التجاري، وكيف يجب احترام الأدبيات التقليدية في عالم الأعمال التي كانت سائدة في دمشق والتي كانت آنذاك واحدة من أهم المرافىء التجارية في العالم.

ذلك أيضاً أعطاني الفرصة لأصبح عضواً في غرفة تجارة دمشق، تماماً مثل أبي الذي كان عضواً لهذه الغرفة، وشرّفني أني انتخبت من قبل تجار دمشق لهذا المنصب لثماني دورات متتالية مدة كل واحدة منها أربع سنوات، لكن هذه المصداقية والثقة وضعتني في موقع المسؤولية لكي أتحدث عن مجتمع الأعمال السوري في أوقات حاسمة وصعبة كانت في فترة ما بعد التأميم والتقليص من أنشطة القطاع الخاص السوري ذلك لصالح القطاع العام ومؤسسات التجارة الخارجية، ولم أكن وحيداً في ذلك، كان معي أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق الذين تعلّمت منهم الكثير وعلى رأسهم السيد بدر الدين الشلاح،    السيد بشير رمضان، السيد أمين شحادة، السيد بدر جمال الدين، السيد تحسين الصفدي والسيد ممدوح أبو هندا.

ساعدتني كل تلك الظروف مجتمعة على أن أطوّر عملي الخاص وعلى المواءمة مع الظروف الاقتصادية السائدة في ذلك الوقت، الآن أستطيع القول إني طوّرت الأنشطة التجارية التي بدأتها عائلتي لتشمل: تجارة السيارات، الإلكترونيات والصناعة.

نجحت في بداياتي في تأسيس بعض الصناعات ذلك بسبب القيود التي كانت مفروضة على القطاع الخاص، فيما يتعلق بالاستيراد في وقت كانت هناك صعوبة كبيرة للحصول على المواد الخام والعملة الصعبة من أجل استمرارية العمل في المعامل، وما زلت هنا أذكر كلمات المرحوم والدي "يجب أن لا تغادر البلد، على العكس أن تتأقلم مع الظروف المحلية"، وكان ذلك هو الدافع الذي مكّنني من التحدّي والاستمرارية.

 

 كرجل أعمال

كرجل أعمال وعضو في غرفة تجارة دمشق لمدة 34 عاماً ورئيس غرفة التجارة الدولية  سورية، أستطيع القول إن الاقتصاد السوري "بصحة وعافية" ذلك لأنه اقتصاد منوّع، فسورية تنتج النفط ومواردها معقولة في إنتاج الغاز وقسم من الكهرباء السورية تولّد على المياه، الإنتاج السنوي للدولة من القمح يقدّر بين 3-4 ملايين طن مع وفرة كبيرة في إنتاج العدس، الشعير، ونحو مليون طن لكل من القطن والزيتون سنوياً، بينما إنتاجنا الفائض من الخضار، الفواكه والفروج يصدّر للخارج بعد تلبية حاجة السوق المحلية.

لكن لسوء الحظ ليس لدينا الإدارة الرشيدة والصحيحة، والاستفادة من القيمة المضافة لإدارة كل هذه الموارد ووضعها في إطارها الصحيح لكي نستطيع اختراق أسواق الدول المجاورة والصديقة في إفريقية وأوروبا، لأننا خلال السنوات السابقة فقدنا بعض الأسواق .

بصراحة أودّ أن أرى الاقتصاد السوري ليس " اقتصاد السوق الاجتماعي " بل يكون هناك انفصال بين اقتصاد السوق ومعالجة القضايا الاجتماعية والمعيشية للشعب، وبالتالي تأمين مدخول  (رواتب) تغطي الحاجات المعيشية وأن يكون هناك راتب مقبول بالإضافة الى سلّم غلاء المعيشة، ويجب على القطاع الخاص أن يتحمّل مسؤوليته في هذا المجال.

 

حيث يشعر بالراحة

 تقييمه كقنصل فخري وكيف يرى دور هذه القناصل من الناحية السياسية والاقتصادية أم أن هذا المنصب مجرد بريستيج؟

يقول: إن للقنصلية الفخرية دوراً كبيراً في إنماء العلاقات بين الوطن الأم والدولة التي يمثلها القنصل الفخري، ودوره ليس فقط أن يحصل على هذا اللقب " كديكور" أو من أجل رفع علم الدولة المعنية. إن حقيقة الأمر تتعلق بما يقدمه هذا القنصل للبلد الذي يمثله ورفع الصورة الإيجابية عن بلده الى الدولة المعنية والتطوّرات الاقتصادية وخلق فرص لتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية.

لكن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري تبقى الموقع الذي يحتل جزءاً عزيزاً من قلبه، ويقول: كلما أحسّ بالحاجة للراحة  أذهب الى الهلال الأحمر العربي السوري، ومنذ عام 1967  كنت رئيساً لفريق المتطوّعين ومن ثم عضواً في مجلس الإدارة ثم نائباً للرئيس ومن بعدها رئيساً  وما زلت حتى الآن رئيساً لفرع دمشق في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري.

تمّ انتخابي منذ ثماني سنوات رئيساً لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي تشمل 14 فرعاً  في المحافظات السورية و80 شعبة في مختلف أنحاء القطر.

ورسالته الى رجال الأعمال والصناعة بأن يخصصوا  جزءاً من مواردهم لدعم منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، والتي ستكون ذات أثر كبير على نشاط المنظمة من خلال فروعها وشُعَبِها  لتقديم هذه الخدمات والمساعدات للناس الأشد عوزاً من خلال متطوعين من الشباب والشابات، شباب بعمر الورود، دافعهم إنساني وهدفهم نبيل ولايبغون أي منفعة خاصة منها، إنما فقط المساهمة في العمل التطوّعي الذي أصبح ثقافة منشورات في مجتمعنا، وأود القول هنا: " أنت لن تشعر بالسعادة إن كان أولئك الذين من حولك غير سعداء".

 


error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND