الاقتصادي – أفكار ومهارات:
"يسعدنا أن ننشر مقالاتك لدينا، إلا أن المقالات المساهمة غير مأجورة، لكن عدد قرائنا كبير وستصل مقالاتك إلى شريحة واسعة من القراء"، لو تعلمون كم مرةً تلقيت عروضاً من هذا القبيل.
خلال ديسمبر (كانون الأول) 2016، دُعيت لاجتماعٍ في منظمةٍ مرموقة تحتاج لمساعدة في مجال التسويق. ومجدداً، توقعوا أن أقدم خدماتي مجاناً، واعتبروا أن ارتباط اسمي بالمنظمة مكافأة كافية.
وفي حين أن نموذج الأعمال هذا مقبولٌ للبعض، لكن لنكن صريحين: العمل مجاناً نادراً ما يؤتي ثماره.
نعم، هناك مشاريع أقدمها بالمجان، لكن بصفتي رائدة أعمال وكاتبة، عليّ أن أكون حذرة وأقوم بتقييم الفرصة مقابل الوقت والجهد اللذين سأستثمرهما في القيام بعملٍ ما. ومن خلال تجاربي، تعلمت تحديد الفرص التي تعد فرصة أعمالٍ جيدة والتي تستحق استثمار وقتي فيها بالمجان. وفيما يلي بعض الفرص التي تعد المفيدة.
عندما تعمل من أجل قضيةٍ تؤمن بها.
بعض المواقف تفرض علينا العطاء دون الأخذ، وذلك سيشعرنا بالرضا. فعندما تجد جمعية خيرية أو قضية تؤمن بأنها ستستفيد من دعمك، فإن التطوع يعد لصالحك. ومن الجيد أن تضم سيرتك الذاتية مساهماتٍ في المسؤولية الاجتماعية للشركات. ومع ذلك، تأكد من أن هذا العمل لن يؤثر على مشاريعك الأخرى. ويمكن إنجاح هذا من خلال تخصيص وقتٍ معيّن للمشاريع الخيرية، كأسبوعٍ واحدٍ في العام مثلاً، أو ساعةٍ كل شهر. وأعلِم المنظمة التي تدعمها أنه يمكنك تخصيص عددٍ معيّن من الساعات للتطوع كل عام.
عندما تحصل على قدرٍ جيّد من الانتشار كنتيجة لعملك المجاني.
عندما يتقدّم إليك أي أحد بعرضٍ غير مأجور، غالباً ما يستخدمون كلمة "انتشار". وبجميع الأحوال، سواءً كان العرض من شركة معروفة أو موقع إلكتروني شهير، حلل ما إذا كنت وعملك بالفعل ستستفيدان من فرصة الانتشار المتاحة. على سبيل المثال، ربما تعمل كمصمم غرافيك، وتطلب منك جهة حكومية مهمة تصميم عملٍ فني يظهر في جميع الصحف الوطنية مبرزاً
اسمك وموقعك الإلكتروني. هذه بالتأكيد فرصة عليك أخذها بعين الاعتبار. لكن إذا طلب منك شخص تصميم موقع إلكتروني مقابل أن يظهر اسمك في أسفل الصفحة، فإذا لم يكن عدد زوارهم يقارب 100 ألف يومياً، من المستحسن أن ترفض العرض. وقبل أن تقبل أي عرض، اسأل الأسئلة التالية: كم شخصاً سيرى عملك؟ إذا كان عددهم كبيراً، هل هم من جمهورك المستهدف؟ وهل ستحصل على المزيد من العمل نتيجة انتشار عملك؟
عندما يعطي العمل قيمةً مضافة ومصداقيةً أكبر لمحفظة أعمالك.
إذا كنت كاتباً مبتدئاً، من الجيد أن تقدّم كتاباتٍ مجانية للناشرين المرموقين. من المفيد أن تذكر أن أعمالك نُشِرت في صحفٍ أو مواقع إلكترونية مهمة.
وفي رحلة ريادة الأعمال، ستأتي إليك الكثير من الشركات التي تخبرك بأن منحهم جزءاً من وقتك مجاناً سيفيدك بطريقةٍ أو بأخرى، لكن غالباً ليس الحال كذلك. سينتهي بك المطاف بتخصيص الوقت والجهد مقابل مردودٍ ضئيل، عندما كان بإمكانك استخدام هذا الوقت لتطوير أعمالك ومهاراتك. إذا لم تشعر بقيمة وقتك، فلن يشعر بها الآخرون. وإذا قررت العمل دون مقابل، تأكد من أنه عمل منطقي ويفيد عملك.
مترجم عن صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية