الاقتصادي – وجه:
خاص
أكلت أعمال البناء سنيناً من حياته، فقد تسلق السلم منذ طفولته للعمل بالبيتون والجبس، بعد اضطراره للخروج من المدرسة في عمر الثانية عشر، ليشق طريقه بصعوبة، متنقلاً بين عدة مهن وأعمال ومشاريع حتى استطاع بناء ثروة قاربت الـ64 مليار دولار، بحسب آخر تحديث لـ"مجلة فوربس" في 1 ديسمبر (كانون الأول) 2020.
تشونج شانشان، رجل الأعمال الصيني المولود 1954 في مدينة هانغتشو، الملقب بـ"الذئب الوحيد" بسبب ابتعاده عن تجمعات الساسة ورجال الأعمال وإصراره على القيام بالأشياء بطريقته الخاصة، عمل منذ أواخر الستينيات حتى 1977 في أعمال البناء، بعد اضطراره لترك المدرسة في عمر الثانية عشر أثناء الثورة الثقافية في الصين.
بعد انتهاء الثورة، أتيح له ولسائر المتسربين من المدرسة، إجراء اختبارات القبول الجامعي، فتوجه شانشان ليشق طريقاً جديداً له بعيداً عن الأعمال التي أنهكت طفولته، وبدأ يحلم بتأسيس مشروعه الخاص حين خاض غمار العمل بمجالات مختلة، وخاصة عندما عمل كصحفي اقتصادي يكتب عن الأثرياء ورجال الأعمال.
عمل 5 سنوات كمراسل بقسم الاقتصاد في مجلة "تشجيانغ ديلي"، بعد أن تخرج من "جامعة تشجيانغ للإذاعة والتلفزيون" عام 1983، وكانت سنوات العمل في المجلة هامة بالنسبة له، ليس فقط في توسيع معرفته، بل في بناء العلاقات التي استثمرها في مشاريعه الخاصة التي أسسها لاحقاً.
جرّب شانشان مجالات عمل مختلفة محاولاً أن يضع قدمه في بداية طريق الريادة عبر عمله الخاص، واضعاً نصب عينيه أن يصبح مثل الأثرياء ورجال الأعمال الذين كتب عنهم في قسم الاقتصاد.
انضم عام 1988 إلى حملة البحث عن الذهب في مقاطعة هاينان، بعد إنشاء "منطقة هاينان الاقتصادية الخاصة" للتجارة الحرة، ثم جرب العديد من المشاريع منها تأسيس صحيفة ومزرعة فطر لكنها كلها فشلت، ثم تمكن من تثبيت موطئ قدم قوي لمستقبله حين أصبح وكيلاً تسويقياً لـ"مجموعة واهاها"، العاملة في صناعة المشروبات.
قفز شانشان من عمل لآخر في بداياته، ولم يهب يوماً تلك الفروق بين مشاريعه. وبعد تعدد التجارب وبعض الخبرة التي اكتسبها في العمل كوكيل لـ"واهاها"، أسس في مارس (آذار) 1993 مجموعة يانغ شينج تانج "واي أس تي" التي تنتج الأدوية العشبية الصينية، ليطلق من خلالها في أكتوبر (تشرين الثاني) من نفس العام أول منتج صحي مصنوعاً من السلاحف ذات القشرة الناعمة، محققاً عبره نجاحاً فورياً، تبعه إطلاق عشرات المنتجات التي لاقت نجاحاً أيضاً.
وفي عام 1996، أطلق "شركة نونغفو سبرينج"، كشركة فرعية لمجموعته "واي أس تي"، لإنتاج المياه المعبأة، وأطلقت أول منتج لها في عام 1997، حين كان بعض الأشخاص الأقوياء في القطاع يسيطرون على السوق.
ركز شانشان في الحملة التسويقية لشركته الجديدة على أن منتجاتها مياه طبيعية مستخرجة من البحيرات والينابيع الطبيعية، كبديل صحي للمياه المعالجة بالمواد الكيميائية التي يبيعها معظم المنافسين، مستغلاً بنفس الوقت النمو السريع للمستهلكين ذوي الدخل المتوسط في الصين وسعيهم إلى أسلوب حياة صحي أكثر.
تعرضت شركته لغرامة من "مكتب الصناعة والتجارة" بسبب إعلاناته التي ركزت على المقارنة، والتي اعتبرت "منافسة خبيثة" بعد شكاوي من المنافسين.
ركز أيضاً في التسويق على أسلوب تقاسم الإيرادات مع الموزعين، ما جعل منهم يبذلون جهود أكبر لبيع منتجات الشركة.
سجلت "نونغفو" هامش ربح 60.9% لأعمال المياه المعبأة في زجاجات العام الماضي، مقارنة بنسبة 41% لـ"شركة سي’ايستبون"، المملوكة من قبل "مجموعة تشاينا ريسورسز" التي تديرها الدولة.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، وصلت ثروة شانشان إلى نحو 51 مليار دولار، بعد أن أدرجت "نونغفو" في "بورصة هونغ كونغ"، مادفع قيمة حصته في "نونغفو" البالغة 84% إلى 40.3 مليار دولار، مضاف إليها حصته البالغة 9.4 مليار دولار في "بيجينج وانتاي بيولوجيكال فارمسي" المصنعة لأدوات اختبار "Covid-19″، والأموال النقدية والأصول الأخرى التي يملكها والبالغة مليار دولار.
يملك شانشان حصة تبلغ 74% في "بيجينج وانتاي بيولوجيكال فارمسي" التي تنتج لقاحات التهاب الكبد ومجموعات اختبار COVID-19، والتي بدأت في سبتمبر الماضي المرحلة الأولى من الدراسات السريرية للقاح فيروس كورونا.
يفرح تشونج شانشان بالحديث في وسائل الإعلام عن مهاراته الخاصة كمسوق وبائع، وعبر عن ذلك في مقابلة مع إحدى الصحف المحلية في عام 2004 حين قال "ستصبح الشركة ميتة مثل مومياء إذا لم تكن تعرف كيف تثير الضجيج".
ما ميز شانشان البالغ من العمر 66 عاماً عن معظم رجال الأعمال في الصين، أنه استطاع جمع ثروته من خلال شركة تعبئة مياه، بعيداً كل البعد عن ما هو متعارف عليه لمعظم رجال الأعمال هنالك الذين جمعوا ثروتهم من مشاريعهم في قطاعي التكنولوجيا والعقارات.